بســــم الله الـــرحمــن الــرحيــم
المــقدمـــةإن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي
له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، وأصحابه وأتباعه إلى
يوم الدين أما بعد :
فإنَّ الله قد جعل لكل مطلوب سبباً وطريقاً يوصل إليه ،
والإيمان هو أعظم المطالب وأهمها ، وقد جعل الله له أسباباً تجلبه وتقويه ، كما كان له
أسباب تضعفه وتوهيه .ومن أعظم ما يقوِّي الإيمان ويجلبه معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها ،
والتعبد لله بها قال الله تعالى : {
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } وقد ثبت في الصحيحين
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
إن لله تسعةً وتسعين اسماً ؛ مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة "
أي من حفظها ، وفهم معانيها ومدلولها ، وأثنى على الله بها ، وسأله بها ، واعتقدها دخل الجنة . والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون . فُعُلِمَ أن ذلك
أعظم ينبوع ومادة لحصول الإيمان ، وقوته وثباته .
ومعرفة الأسماء الحسنى بمراتبها الثلاث : إحصاء ألفاظها وعددها ، وفهم معانيها ومدلولها ،
ودعاء الله بها دعاءَ الثناء والعبادة ، ودعاء المسألة – وهي أصل الإيمان ، والإيمان يرجع إليها ،
لأن معرفتها تتضمن أنواع
التوحيد الثلاثة : توحيد
الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
وهذه الأنواع هي روح الإيمان وأصله وغايته ، فكلما ازداد العبد معرفةً بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه ، وقوي يقينه . فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره
ومستطاعه في معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ، من غير تعطيل ولا تمثيل ، ولا تحريف ولا تكييف . بل تكون المعرفة متلقاة من الكتاب والسنة وما روي
عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، فهذه هي المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة في إيمانه ، وقوة يقينه ، وطمأنينة في أحواله ، ومحبة لربه
فمن عرف الله بأسمائه ، وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة .
ومن هنا أحببنا أن يكون لنا نصيب من هذا الفضل وذلك بالتعرف على معاني أسماء الله الحسنى ... بحيث يطرح بعد كل فترة مجموعة
من معاني اسماء الله الحسنى لتعرف عليها ونسقي بها أروحاً وتسعد بها قلوباً .. فلسنا والله في غنى وزهد عن ذلك الفضل الكبير .
وسيتناوب في هذا الطرح كل من المشرفات الكريمات
لينة = رؤى اسلام
فحيّاكِ الله أختي الفاضلة .. نقتفي طريقاً وسبيلاً إلى أعظم وأسمى مطلوب في هذه الحياة . فــــــــتابـــ
بارك الله فيكِ ـــــــعينا