إن الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
يقول الحق تبارك وتعالى
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
مما لاشك فيه إننا مأمورين بإتباع نبينا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن فى هذه الأيام نلاحظ ان هناك كثيرين قد غفلوا عن هذا الأمر وأغفلوا كثيرا من النواهى التى نهانا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فى بعض الأحيان يتصرفون بما لا يتماشى معها واليوم نبدأ سلسلة لبعض تلك النواهى التى يغفل عنها البعض
1 – الغضب
نهانا رسولنا الكريم عن الغضب فى مواقف كثيرة تمس الإنسان فى أمور حياته ولكن يبدو ان البعض قد فهمها بالخطأ فنراهم يغضبون أشد الغضب إذا اخطأ احد من الناس فى حقهم أهون الخطأ ... قد يكون اصطدام غير متعمد مثلا فى الطريق ... أو ان أحدهم داس بالخطأ على قدم أخيه فنرى الوجوه تشتعل والأوداج تنتفخ طلبا للثأر وغضبا للنفس
وليتنا نتدبر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى وصيته التى أوردها البخارى فى باب الحذر من الغضب
عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب). فردد مراراً، قال: (لا تغضب).
أين نحن من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو أوصى والد ولده واتبع وصيته لقلنا انه ابن صالح فما بالنا لا نتبع وصية من امرنا باتباعه
ثم يأتى الحديث الثانى ليبين لنا أن الإنسان القوى ليس هو بالسريع الغضب
عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
فمن صور قوة الإنسان أن يقوى على نفسه ان شعر بالغضب وتمالك تلك النفس الثائرة وتصرف كما امرنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى ننال حب الله سبحانه وتعالى
ولا ننسى ان الله سبحانه وتعالى مدح من يملك غضبه فى قوله تعالى
{والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون} /الشورى: 37
هنا يتبادر لنا سؤال هل كل الغضب منهى عنه ... هل ينبغى على الإنسان أن لا يشعر بالغضب
بالطبع لا .... فالغضب غريزة خلقها الله جل وعلا فى نفس الإنسان ولكن الحديث ينهى عن الغضب فى حق الناس ولكن نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم أعطانا القدوة فى متى يكون الغضب مباحا بل وواجب ... ومن لم يغضب فى تلك المواقف يكون إنسانا غير سوى
ولهذا حديث قادم بعون الله
أستغفر الله العلى العظيم وأتوب إليه وأحمده بما هو اهلا له