متى يبدأ بتدريس القواعد:
اختلف المربون في تحديد السن التي يجوز معها البدء بتدريس القواعد، ومع هذا الاختلاف انعقد إجماعهم على أن القواعد تستلزم تهيؤا عقليا خاصا، يمكن التلاميذ من الموازنة والتعليل والاستنباط. وقد مال أكثر المربين إلى إعفاء تلميذ المدرسة الابتدائية، من دروس القواعد حتى سن العاشرة، أي إلى الصف الخامس.(ابراهيم، 1962)
و تحتاج القواعد إلى تفكير غير يسير تدرك به أحكامها، وتفهم قواعدها، كما تحتاج إلى ثراء لغوي يساعد على الاستنباط. والقواعد معان، وفهم الأمور المعنوية لا يكون إلا بنضوج العقل، واكتمال الفكر الذي لا يصل إليه تلميذ المدرسة الابتدائية، حيث تفكيره محدود، وقوة إدراكه بحاجة إلى نماء، ولذلك كان تدريس القواعد في المرحلتين الأولى والثانية من المرحلة الابتدائية غير مفيد، ولا يأتي بالثمار المرجوة.
وفي الحلقة الثالثة نبدأ بتدريس المبادئ النحوية السهلة التي تساعد في تصحيح الجمل والعبارات مما في متناول قدرات تلاميذ هذه الحلقة، مع ملاحظة التدرج في التدريس من السهل إلى الصعب، فيعرف التلميذ بموقع الكلمة في الجملة، وطريقة ضبطها والتي كثيرا ما يخطئ التلاميذ فيها في مثل هذا السن المبكرة. وينبغي أن تقتصر الدراسة على المشهور من أبواب الرفع والنصب والجر والجزم، أما في المرحلتين الإعدادية والثانوية، فمن المستحسن أن يخصص للقواعد درس مستقل يعتمد فيه المدرس على أمثلة أدبية يضم أسلوبها كثيرا من المعاني التي تمكن التلاميذ من أن يستشفوا القاعدة النحوية بأنفسهم من هذه النصوص. وينبغي ألا يلقن المدرس التلاميذ القواعد وتعريفاتها، بقدر ما يهدف إلى استخدامها كوسيلة لإصلاح الحديث والكتابة وتجنب الأخطاء اللغوية.