غم أن الأميركيين غالبا ما يغضون الطرف عن «التحفز» بوصفه واحدا من طقوس الطفولة فإن ظاهرة التنمر bullying في المدارس قد أضحت مسألة يعترف بأنها شكل من أشكال العدوانية، التي قد تؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى لكلا الجانبين الضحية والمعتدي
واستجابة لهذه المسألة فقد أعادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP النظر في وثائقها الموضوعة حول عنف الشباب بحيث شملت ولأول مرة معلومات عن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التعامل معه
عواقب نفسية
ضحايا التنمر والأشخاص الذين يمارسونه، والمتفرجون الذين يشاهدون التفاعل بين الجانبين يعانون من هذه الظاهرة ولكن بشكل يختلف من فئة لأخرى
الضحايا الأطفال والمراهقون من ضحايا التنمر يعانون من شكل متدنٍ من أشكال البؤس الذي يوصف عادة في الأدبيات العلمية بأنه «تكيف نفسي سيئ
ولا يزال من غير الواضح في ما إذا كان هذا يحدث بسبب أنهم ضعفاء أو مهددون أكثر من غيرهم منذ البداية، أو نتيجة تعرضهم لأعمال التنمر، أو بسبب توليفة من هاتين الحالتين
وغالبا ما يشار إلى هؤلاء بوصفهم مختلفين فمن الصعب عليهم إقامة صداقات وهم يميلون إلى الوحدة والانعزال ويعانون نفسيا واجتماعيا وبالنتيجة فإنهم قد يتغيبون عن حصص دروسهم ويتحاشون المدرسةأو يتناولون المخدرات أو المشروبات الكحولية بهدف تخدير مشاعرهم
وضحايا التنمر المزمن هم أيضا عرضة لخطر حدوث مشاكل بعيدة المدى، فهم وفي الغالب يتعرضون في أوقات لاحقة إلى الكآبة أو يفكرون في الانتحار